وليد الشربيني – خبير مصرفي ومحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمعهد المصرفي المصري
الذكاء الاصطناعي (AI) هو تغييرلقواعد اللعبة في العديد من الصناعات، والقطاع المصرفي ليس استثناءً. وبالأخص في مجال إدارة المخاطر الائتمانية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات للتنبؤ بالمخاطر بشكل أكثر دقة، وتبسيط العمليات، وتحسين صناعة القرار.
وبالتالي من المهم أن ندرس الفرص المستقبلية والتى تتلخص فى تحليل البيانات المتعمق حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالمخاطر الائتمانية، بما في ذلك بيانات العملاء والسوق والاقتصاد الكلي. هذا يمكن أن يساعد البنوك على تحديد الأنماط المخفية التي قد لا يلاحظها المحللون البشريون، مما يؤدي إلى تقييم مخاطر أكثر دقة. وبالإضافة لذلك أتمتة العمليات حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام الروتينية في إدارة المخاطر الائتمانية، مثل تقييم طلبات القروض وتحليل العقود. هذا يمكن أن يوفر الوقت والموارد للبنوك، ويسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدًا. ومن المعروف اهمية الاستجابة السريعة حيث يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة البيانات في الوقت الفعلي والاستجابة بسرعة للتغيرات في ظروف السوق. هذا يمكن أن يساعد البنوك على إدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية والحد من الخسائر.
المخاطر المستقبلية:
وهنا نجد أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى مخاطر، مثل الاعتماد على بيانات غير دقيقة أو نماذج متحيزة. من المهم أن يكون لدى البنوك خطط احتياطية في حالة فشل أنظمة الذكاء الاصطناعي. ويجب ألا نغفل عن دراسة الخصوصية والأمن حيث أن مع زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاطر المتعلقة بالخصوصية والأمن، وعليه يجب على البنوك ضمان حماية بيانات العملاء من الوصول غير المصرح به. وهنا نصل الى اهم نقطه وهي تكلفة التنفيذ لأنه من المتوقع أن يكون تنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي مكلفًا، وقد لا تكون هذه التكلفة مبررة لجميع البنوك.
الخلاصة أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في إدارة المخاطر الائتمانية في القطاع المصرفي. ومع ذلك، من المهم أن تدرك البنوك المخاطر المحتملة وتتخذ خطوات لتقليلها. من خلال الاستخدام الحكيم للذكاء الاصطناعي، يمكن للبنوك تحسين أدائها المالي وإدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية.