أعلنت مصر انضمامها إلى تجمع البريكس يوم الخميس الموافق 24أغسطس 2023؛ هذا وتستلم مصر مقعدها في تحالف البريكس رسميًا اعتبارًا من يناير 2024، ومن هنا طُرحت على الساحة العديد من الأسئلة من بينها ما هو البريكس؟ بما يفيد مصر انضمامها إليه؟ ما هي التحديات التي تواجه البريكس؟ نجيب في هذا المقال على هذه التساؤلات المختلفة.
بداية يعتبر تحالف بريكس أحد التجمعات الاقتصادية التي تشكلت لإعادة صياغة التوازن الدولي، ولتحقيق مصالح الدول الأعضاء لهذا التجمع، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهو تحالف ضخم استحوذ على اهتمام العالم منذ تشكيله في عام2006. وتتمتع هذه المجموعة المؤلفة من خمس دول بقوة اقتصادية كبيرة، وأسواق مزدهرة، وتمتلك موارد وفيرة لديها القدرة على إعادة تشكيل النظام العالمي.
ظهرت مجموعة البريكس كتحالف قائم على التطلعات المشتركة للتقدم والتنمية. هدفها الأساسي هو تعزيز التعاون، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتقوية تأثير الرأي والصوت الجماعي للدول الأعضاء في القضايا العالمية الحرجة. فدول البريكس تشكل قوى ناشئة تتحدى النظم الاقتصادية الراسخة وتقدم فرصاً جديدة للنمو.
أما عن أهمية انضمام مصر لتحالف البريكس فنجد أن من المحتمل أن تستفيد بعدة طرق؛ قد تشمل هذه الفوائد ما يلي:
- التعاون الاقتصادي: يمكن لعضوية البريكس أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والدول الأعضاء الأخرى.
- الحد من الاعتماد علي الدولار الأمريكي: زيادة العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء من خلال استخدام العملات المحلية يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
- النفوذ السياسي: إن الانضمام إلى تحالف البريكس يمكن أن يعزز النفوذ السياسي لمصر على الساحة العالمية.
- تطوير البنية التحتية: يمكن أن تستفيد مصر من تركيز مجموعة البريكس على مشروعات تطوير البنية التحتية.
- توسيع نطاق إتاحة خيارات التمويل للمشاريع التنموية: من خلال استغلال أسواق مجموعة البريكس ومواردها الوفيرة.
- تعزيز المؤشرات الاقتصادية المحلية: حيث إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة وفرص استثمار وموارد جديدة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة التجارة والاستثمار، مما قد يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص العمل.
وعن أهم العقبات والتحديات التي تواجه تجمع دول بریكس(BRICS) فتتمثل في الآتي :
- الاختلافات الجيوسياسية: لدى دول البريكس مصالح جيوسياسية مختلفة، مما قد يؤدي إلى تباين الآراء حول مختلف القضايا.
- عدم وجود هوية موحدة لدول التكتل سواء تاريخية أو ثقافية، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبة وتعقد أطر العمل المؤسسي بين الدول الأعضاء.
- يحاول البريكس إنشاء نظام اقتصادي جديد يعيد صياغة التوازن الدولي؛ وهو ما يهدد مجموعة ال (G7) التي تضم الاقتصادات المتقدمة.
- الفوارق الاقتصادية: على الرغم من كونها اقتصادات ناشئة، إلا أن هناك فوارق اقتصادية كبيرة بين دول البريكس. ويشكل التفاوت في الدخل ومعدلات الفقر والتفاوت في مستويات البنية التحتية والتنمية تحديات أمام تعزيز النمو المتساوي والتعاون داخل المجموعة.
- الاستدامة وتغير المناخ: باعتبارها من أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، تواجه دول البريكس تحديات تتعلق بتغير المناخ والتنمية المستدامة. ويشكل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمخاوف البيئية والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون تحدياً حاسمًا للمجموعة.
ويتطلب التصدي لهذه التحديات المضي قدماً في الحوار المستدام وتعزيز أطر التعاون والرؤية المشتركة بين دول البريكس. وعلى الرغم من العقبات، فإن القوة الجماعية والإمكانات التي تتمتع بها مجموعة البريكس تجعلها لاعبًا مهماً في تشكيل الديناميكيات الاقتصادية والسياسية العالمية.
إعداد: وفاء صابر – باحث بالمعهد المصرفي المصري