“تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين” و”دعم تدفقات النقد الأجنبي” و”تنشيط سوق الأوراق المالية” على رأس المكاسب الاقتصادية لإدراج مصر ضمن مؤشر “جي بي مورجان”

حدد أشرف القاضي -رئيس المصرف المتحد- 11 انعكاسًا اقتصادياً واجتماعياً هامًا لإعادة إدراج الدولة المصرية ضمن مؤشر “جي بي مورجان” للسندات الحكومية للأسواق الناشئة.
يأتي هذا الإدراج الذي أعلنه الدكتور محمد معيط -وزير المالية المصري- أمس، بعد ثلاث سنوات من المشاورات المستفيضة لوزارة المالية المصرية مع المؤشر من أجل العودة؛ الأمر الذي أسفر عن وضع بنك الاستثمار الأمريكي مصر على قائمة المراقبة الخاصة به منذ أبريل 2021 الماضي، بعد أن استوفى ملف ديون البلاد بالكامل متطلبات استحقاق الإدراج.
ويؤكد «القاضي» أن الخطة تتضمن أن توقع الحكومة المصرية بعد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النهائي مع بنك يوروكلير بشأن تسوية الديون المحلية في أوروبا خلال عام 2022، الأمر الذي سيجعل هذه السندات المقدمة بالجنيه المصري في متناول المستثمرين الأجانب، ما يؤدى إلى تدفقات أكبر على الديون المصرية.
وتمثلت الانعكاسات التي حددها رئيس المصرف المتحد لهذا القرار فيما يلي:
الأول: إعادة الإدراج لمؤشر جي بي مورجان يعد انعكاسا قويا لثقة المستثمرين الدوليين في مصر وأساسياتها، حيث صوت 90% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع لصالح إدراج مصر وذلك وفقاً لتصريحات وزير المالية المصري أمس.
ثانياً: الإدراج يساعد على استقرار التدفقات الوافدة لمصر؛ حيث سيضفي نوعاً من الاستقرار النسبي على التدفقات الأجنبية في أدوات الدين المحلية في الوقت الراهن، فهذا النوع من مستثمري الأموال الساخنة أقل تذبذباً من استثمارات مديري الصناديق النشطين.
ثالثاً: الحد من مخاطر تخارج الأموال والذي قد تشهده عدد من الأسواق الناشئة في حال رفع معدل الفائدة الأمريكية.
رابعاً: توقيت الإدراج يعد غاية في الأهمية؛ لأنه يتزامن مع خروج بعض المستثمرين من الأسواق الناشئة، وذلك على الرغم من أن العوائد الحقيقية جذابة للغاية، حتى لو رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 1.5 نقطة أساس هذا العام، فمصر تتمتع حاليا بأعلى سعر فائدة عالمياً على الرغم من تأثيرات التضخم في العالم، مما يدعم الاحتفاظ بجاذبيتها مع ارتفاع الأسعار العالمية في الأشهر المقبلة.
خامساً: الإدراج يؤكد على صلابة الاقتصاد المصري ومرونته وقدرته على تحقيق معدلات نمو مستدام.
سادساً: دخول صناديق استثمارات كبرى للاستثمار في أدوات الدين المصرية بالعملة المحلية والأجنبية، يعني ضخ مزيد من العملات الأجنبية، الأمر الذي ينعكس ايجابياً على معدلات التنمية الشاملة.
سابعاً: تخفيض تكلفة الدين الحكومي؛ وذلك ضمن حزمة إجراءات الإصلاح الاقتصادي للدولة المصرية عن طريق إطالة عمر الدين وتعديل منحني Yield Curve. الأمر الذي يساهم في رفع نسبة مشاركة المستثمرين الأجانب في الأدوات المالية الحكومية مع زيادة حجم الإصدارات المستقبلية.
ثامناً: تنشيط سوق الأوراق المالية وزيادة مستويات السيولة وتعزيز الطلب على أدوات الدين الحكومي، ومن ثم خفض تكلفتها.
تاسعاً: تعديل الإجراءات المتبعة بشأن عدم الإزدواج الضريبي وتطبيقه على المستثمرين الأجانب. الأمر الذي يساهم في تطوير سوق أدوات الدين الحكومية المصرية، ويساهم في جذب شريحة جديدة من المستثمرين الأجانب لزيادة الطلب على أدوات الدين ووضعها على الخريطة العالمية.
عاشراً: التركيز على مرحلة ما بعد الإصلاح الاقتصادي، من خلال تنفيذ خطط وبرامج تنمية شاملة ومستدامة تشمل جميع محافظات الجمهورية؛ مما يعود بالنفع على المواطن المصري ورفع مستويات معيشته.
الحادي عشر: تواجد قوي لمصر على خريطة الاستثمارات الاقتصادية المستدامة خاصة عقب انضمام مصر لمؤشر “جي بي مورجان” المختص بالبيئة والحوكمة في 2020 تزامناً مع طرح السندات الخضراء.
وأضاف أشرف القاضي أن الدولة المصرية استطاعت في غضون 7 سنوات خوض عملية إصلاح اقتصادي وسياسي واجتماعي هيكلي ضخمة مكنتها من تحقيق قفزة كبيرة على المستوى الاقتصادي، وتحقيق معدلات تنمية مستدامة، وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، فضلاً عن رفع الكفاءة المالية، وتحفيز الاستثمارات المحلية والعالمية. الأمر الذي ساهم في تعظيم مشاركات القطاع الخاص في عملية التنمية باعتباره محرك رئيسي لمعدلات نمو الوظائف، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت اقتصاديات العالم كان آخرها تحدي جائحة كورونا.